القمر يعتبر واحد من الأشياء المبهجة جدا بالنسبة للغالبية العظمى من البشر. نظرا للمعانه وهدوئه وارتباطه بأذهان الجميع بالجمال وكل شيء جميل. ونظرا أيضا للفوائد الكثيرة التي يقدمها للبشر. مثل الانارة الخافتة في الليل وعدد كبير من الظواهر الطبيعية المختلفة. السؤال: هل سننجو اذا سقط القمر على الأرض ؟
لكن بعيدا عن الحب والرومنسيات والاشياء الجميلة هذه يا ترى هل من الممكن ان يكون هناك وجه ثاني للقمر اكثر شرا؟؟هل القمر ممكن ان يكون مدمرا في يوم من الايام؟ ام لا؟
فرضية انقسام القمر عن الارض
الفرضية تقول ان القمر ابن الأرض او بمعنى اخر القمر في يوم من الأيام كان جزا من كوكب الأرض وانفصل عنه بسبب اصطدام كوكبنا بجسم ضخم في الفضاء من مليارات السنين وبسببه تحطم جزء كبير من الأرض و انفصل عنها على شكل صخور ملتهبة.
هذه الصخور تجمعت في ما بعد واندمجت مع بعضها الى ان كونت الشكل الحالي للقمر والذي بدأ في النهاية يدور في مدار خاص حول الأرض. وبالرغم من ان هذه مجرد فرضية ولا يوجد عليها دليل ملموس الا انها تجعلنا نطرح سؤال جزري .ما الذي ممكن ان يحصل اذا رجع القمر مرة أخرى الى بيته؟؟
اضرار اختفاء لقمر
القمر اذا اصطدم بالأرض سيتسبب بمشكلتين غاية في التعقيد المشكلة الأولى يمكن ان نصفها انها مشكلة غير مباشرة وهي تدور حول فكرة اختفاء القمر من مكانه. يعني لو استيقظنا في الصباح ووجدنا ان القمر اختفى من الفضاء فجأة فهذا سيتسبب بمجموعة من الاحداث المتتالية بصفة غير مباشرة. منها اختفاء ظاهرة المد والجزر من المسطحات المائية عدا ان وجود القمر حول الارض هو السبب الرئيسي في خضوع الارض لمحور ثابت اثناء الدوران.
وبالتالي لو اختفى القمر سوف يحصل اضطراب في شروق الشمس وغروبها وسيحصل عشوائية في انتظام حلول الفصول الاربعة واسوأ شي سيترتب على اختفاءه هو اختفاء جاذبية القمر تجاه الارض. بالفعل هناك جاذبية متبادلة بين القمر والارض واللتي بدورها تقلل قليلا من سرعة دوران الارض وتجعله يتحرك بسرعة مناسبة .
المخيف هنا انه مع اختفاء جاذبية القمر سيبدأ كوكب الارض بالتحرك بشكل اسرع وبالتالي سوف يقصر مدة النهار والمدة اللي يتعرض لها كوكبنا لاشعة الشمس وهذا سيؤدي لانخفاض درجات الحرارة بشكل كبير وبالتالي انعدام الحياة على كوكب الارض بشكل تدريجي.
تخيل عزيز القارئ ان كل ما قمنا بذكره هو فقط الاسباب الغير مباشرة لاختفاء القمر واللتي تعتبر اسباب خفيفة ولطيفة .فكيف اذا بالأسباب المباشرة الخاصة بالاصطدام ماذا يمكن ان تفعل؟؟ المشكلة الثانية والتي ستكون مشكلة مباشرة فهذه لوحدها مصيبة اخر.
اقتراب اصطدام القمر من الأرض
في البداية لنأخذ الموضوع بالتدريج. لنفترض فجأة ان القمر انفلت من مداره لسبب ما واتجه مباشرة نحو الأرض ففي الواقع اثناء اتجاه القمر نحونا رحلته لن تكون سريعة بالدرجة التي يمكن للبعض ان يتوقعها وستحتاج لوقت ليس بقليل ويمكن ان تصل لسنوات كي يصل لسطح الأرض.عندما يقترب القمر من الأرض بدرجة كبيرة سوف تبدأ قطع صخرية من سطح القمر بالسقوط والاتجاه ناحية الأرض. هذه القطع الصخرية ستكون بمثابة شهب او نيازك صغيرة وستسقط مباشرة نحو الأرض وستؤدي لتدمير وانفجار مباشر لاي شيء ستصطدم به. واثناء اقتراب القمر اكثر ستبدأ قوى المد والجزر تزداد لأضعاف والذي بدوره سيؤدي لحدوث فيضانات واضطرابات شديدة في حركة المياه ستتسبب بغرق اغلب المدن الساحلية بالإضافة إلى الرياح الشديدة التي ستنتشر في ارجاء الأرض.
واريدك ان تركز معي لان كل هذا يحصل بسبب اقتراب القمر فقط ما زلنا لم نذكر الحدث الرئيسي بعد.
لحظة اصطدام القمر بكوكب الأرض
بعد خروج القمر من مداره وقطع كامل المسافة بينه وبين الأرض لن يكون هناك مفر من الاصطدام المباشر بسطح الأرض. ومع اول تلامس بينهم سيحصل انفجار مهول سينتج عنه ارتفاع شديد في درجات الحرارة سيحول الأرض لكتلة ملتهبة من النيران, وسيؤدي لتدمير المنشئات والمباني وكل اشكال الحياة تقريبا.
سيكون الاصطدام الاولي للقمر اشبه بقنبلة نووية ضخمة انتشر في ارجاء الأرض ولك ان تتخيل ان قوة الاصطدام المذكورة ممكن ان تتسبب بانقسام القمر وتناثر اجزاءه في ارجاء الأرض وكل جزء منهم سيسبب مجموعة مختلفة من الكوارث.
تأثير لاصطدام على كوكب الأرض
ان كنت غير مستغرب ان القمر يمكن ان ينقصم لنصفين اثناء اصطدامه بالأرض فدعني اقل لك ان احد الفرضيات تقول ان لو قوة الاصطدام كانت قوية فهذا يمكن ان يؤدي لانشطار جزء من كوكب الأرض حتى.
أي ان لو القمر اصطدم بالأرض بقوة معينة فهذا يعني ان هناك جزء من الأرض سينقسم وسيخرج من مكانه ويتطاير بعيدا في الفضاء. ومع فقدان الأرض جزء منها سوف يحصل خلل جزري في نظام وكتلة الأرض وهذا معناه ان كوكب الأرض سيكون مكان غير صالح للحياة وبالطبع هذا سيحصل لو كان الاصطدام قوي بالرجة التي تتسبب في انشطار جزء من الأرض. في حالة نجاة الأرض من الضربة الأولى ولم يحصل انقسام في أجزاء الأرض فالحقيقة ان الامر السيئ لم ينتهي بعد بل انه سوف يبدأ.
زيادة درجة الحرارة
اول شيء سيحصل كناتج أولى بسبب موضوع زيادة درجة الحرارة نتيجة للاصطدام هو ذوبان الثلوج والقمم الجليدية والتي ستؤدي لحدوث فيضانات ولن يكون هناك مفر من مصير الغرق للمناطق التي يأتي عليها الفيضان
زيادة مستوى المحيطات
وسيزداد مستوى البحور والمحيطات بشكل كبير و الماء ستغطي كل مكان تقريبا وستتغير ملامح الارض تماما وكل المسطحات الخضراء والحياة النباتية ستهلك.
هل الامر متعلق بالقمر فحسب؟
بالرغم من ان الاحداث التتي ذكرناها تعتبر مجرد فرضيات او محاكاة لشكل الارض في حال اصطدامه بالقمر ولكن هذا لا يمنع انه هناك اتفاق في تشابه بالاحداث اللتي ستنتج عن اصطدام القمر بالارض بالاحداث اللتي من الممكن ان تنتج عن اصطدام كويكب ضخم بالارض. وعلى ذكر الكويكبات فالارض لها سوابق كثيرة فيما يتعلق بالاصطدام مع الكويكبات والنيازك.
ماهو الكويكب الذي اصطدم بالارض؟
يقال ان اقدم كويكب تصادم مع الارض كان كويكب ضخم اصطدم فعليا منذ اكثر من 65مليون سنة وتسبب في هلاك اغلب اشكال الحياة على سطح الارض وهو الكويكب الذي يعتقد بعض الباحثين والعلماء انه كان السبب في انقراض الديناصورات من الارض.
لكن في النهاية استطاعت الأرض انها تجتاز الكوارث التي سببها الكويكب المذكور وتستعيد الحياة على سطحها مرة أخرى . وهنا يجب ان نطرح سؤال…
هل صراع الأرض مع الكويكبات انتهى؟
في الواقع لا.. بالرغم من اجتياز الأرض لكوارث الاصطدام بالكويكبات في الماضي الا انها ما زالت معرضة لاستقبال واحد منهم في أي وقت من الأوقات.
فعلى سبيل المثال في عام 2028 سيكون الكويكب 19ـ97ـxf11 قريب جدا من الأرض وبالرغم من انه لن يصطدم بالأرض ان شاء الله, فلا توجد فرص لاتصالهم, الا ان العلماء وضعوا نموذج تخيًُلي في حال اصطدامه بالأرض و اكتشفوا ان طاقته تفوق طاقة القنبلة النووية بملايين المرات.
المدهش هنا ان هذا الكويكب قطره 1.4km فقط في حين ان قطر القمر 3400km فلو كويكب بهذا الحجم الصغير سيتسبب في كوارث تتفوق على الكوارث النووية فسأدعك مع خيالك تتوقع القمر ماذا يمكن ان يفعل.
ملخص الختام :
في النهاية فرضية ان القمر يسقط على الأرض هي فرضية بعيدة تماما لأنه في الحقيقة القمر يبتعد عن الأرض تدريجيا وما زال ليومنا هذا في حالة ابتعاد مستمر.
والحالة الوحيدة التي تجعل القمر يسقط على الأرض هو حدوث خلل في النظام الشمسي كامل او ان القمر يصطدم بجسم موجود في الفضاء يتحرك حركة عشوائية.
والعلماء يؤكدون انه ليس هناك داعي للقلق وان هذه الافتراضات متعلقة بمستقبل الأرض والمستقبل البعيد جدا وبالتالي حاليا وإلى 8او 9 مليين سنة أخرى ما زالت الأرض مكان آمن للجميع بعيدا عن أي كوارث او تصادمات بإذن الله.